الجمعة، 10 فبراير 2017

أحداث من التاريخ وراء نعت الحاحيون بأوصاف الإنحراف الأخلاقي:

أحداث من التاريخ وراء نعت الحاحيون بأوصاف الإنحراف الأخلاقي:قدمت بطاقة تعريفي الوطنية لمستخدم باحدى البنوك بمدينة كلميم،وتفحص عنواني الشخصي مبتسما بدون اذن ولا احترام للخصوصية،فقد كنت بصدد أن أقدم شكاية الى رئيسه المباشر لما قام به من سلوك استفزازي،وتراجعت عن ذلك،وقال لي بعدها:هل أنت حيحي؟ أجبته بنعم،واكتفيت في الأخير بأسلوب الحوار لأقنعه بسر هذه الحكاية الأسطورية وجذور هذه الإشاعات الكاذبة،التي لاحقت إحاحان قرون وقرون.
تنتمي كونفدرالية قبائل احاحان الى الفرع المصمودي بالأطلس الكبير،وتحدتث عنها المصادر الإخبارية الوسيطية والحديثة بكونها قبائل أمازيغية لها تاريخ عريق الى جانب قبائل الأطلس الكبير،فذكرها أبي القاسم الزياني على كونها مملكة مصمودية قديمة،وخص لها ابن خلدون وصفا دقيقا لعاداتها وتقاليدها العريقة وعلاقتها بشجر الأركان،بينما ذكر الحسن الوزان مدنها التجارية الكبرى،التي يفوق تاريخها تاريخ مدينة فاس.
ما يلصق للحاحيين من عبارات:نبدر ربي اور نبدر احاحان - احاحان حاشاك - يعاشرون بعضهم البعض كما ذكر أحمد كروم في روايته(ننتظر متابعته قضائيا) - نكثة الحافلة - احيحي مول الطاكية....كلها تمثلات لها أبعاد تاريخية وسوسيولوجية في رصد علاقة هذه القبائل سواء مع المخزن أو مع قبائل سوس،وسأحاول تفكيك هذه العلاقة من خلال أحداث تاريخية مؤثرة،فهي التي ولدت لنا هذا الحقد الدفين تجاه قبائل انجبت مفكرين وأمراء، من طينة يحي الحاحي وسيدي سعيد أوعبد النعيم،وعبد السلام ياسين،وأبي البركات العبدري،والممثل العالمي الشهير سعيد التغماوي...
وما يروج له فهو انتقام رمزي وتشويه لحقائق التاريخ،حتى تبقى صورة هذه القبائل ملتصقة بالإنحراف الأخلاقي،وسأفصل فيما يلي أهم المحطات التاريخية لهذه القبائل حتى أربط بين تاريخها وما يلصق لها من أوصاف لا أخلاقية.
1- صفحات من تاريخ مملكة احاحان القديمة: 
يعود تاريخ هذه المملكة الى مرحلة ما قبل الإسلام،حيث كانت قبائل امصمودن تنتظم في إطار ممالك أمازيغية مستقلة،ولم يعرف عن التاريخ الحقيقي لهذه الممالك،ولكن الأرجح أن نظام اكلدان كان نظاما سياسيا قائما باحاحان،وكانت عاصمتها هي تاصورت تقديمت الموقع الحالي لمعمل قصب السكر باداوكرض.
2- الحاحيون وبناء الدولتين الموحدية والسعدية:
انخرطت القبائل الحاحية في بناء الدولتين الموحدية والسعدية،ويعود لها الفضل في الإنخراط مع الحركة السياسية لهاتين الدولتين،ولا يمكن نسيان دور الأمير يحي الحاحي في تثبيت ركائز الدولة السعدية ومواجهته لثورة أبي محلى بمراكش.
3- قبائل احاحان ومبايعة السلطان الحسن الأول:
تشير المصادر الرسمية أن الحاحيون بايعوا السلطان الحسن الأول بعد وفاة أبيه سنة 1873م،وبالعودة الى التاريخ الشفهي،فهي تشكك في الرواية الرسمية،فبعد وفاة القائد الحاج عبد الله أبيهي،الذي طمح الى تأسيس إمارة بالجنوب مع أمير تزروالت بسوس،وأعلن الحاحيون ثورتهم على المخزن،ونظم الحسن الأول حركات لتأذيب القبائل،ولما توفي والده سنة 1873م،رفض الحاحيون مبايعته بأبي ريقي بقبيلة انكنافن.
4-معارضة القائدين أنفلوس والكيلولي لمعاهدة الحماية الفرنسية:
رفض القائدين الشجاعين بنود معاهدة الحماية الفرنسية على المغرب،وقد أمرتهم السلطات المخزنية بضرورة مساعدة جيوش الاحتلال الفرنسي على تهدئة القبائل،ورفضوا هذا المقترح،وانخرطوا في حركة المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي،وهو موقف سجل في ذاكرة المغرب،رغم اتهامهم بالخيانة.
5- احاحان منبع رجالات العلم والمعرفة ومعارضي السلطة:
ظلت القبائل الحاحية منبعا لرجالات العلم والمعرفة على غرار قبائل الأطلس الكبير الغربي،كما أنجبت معارضين للسلطة المخزنية،فالداعية عبد السلام ياسين ابن قبيلة أيت زلطن ينتسب الى أسرة الحاج عبد الله أبيهي الحاحي،الذي تم اغتياله في أواخر القرن 19م،ويستشهد بهذا الحدث لاضفاء الشرعية على حركته السياسية والدينية.
ترعرع الرحالة الشهير سيدي بولبركات العبدري في قبيلة اداوسارن،ويعتبر من أوائل الرحالة المغاربة لللذين جابوا مناطق عديدة من العالم الافريقي والآسيوي.
افرزت الظروف المأساوية للمنطقة أطرا عليا في الدولة،فنجد دكاترة ومهندسين مرموقين،بل اثنين من مدراء أكاديمية التعليم بالمغرب،وعضو من المجلس الدستوري بالرباط،وقضاة بالمجلس الأعلى وكتاب وخبراء لدى منظمة الأمم المتحدة...
إن ما يروج من أحكام مسبقة ووصف قبائل احاحان بأوصاف لا أخلاقية،إنما هو انتقام وحقد دفين ضد هذه القبائل،فأخواننا السوسيون يسخرون منا بأساليب هزلية،ونسوا أن قيادات حاحية هي من تحكم سوس خلال القرن 19م،وأن ما يروجونه من أقاويل وأكاذيب، انما هو ارث تاريخي راجع الى الصراعات القبلية القديمة،التي ألقت بظلالها على نعث قبائل احاحان بأوصاف سلبية،لا تليق بتاريخها المجيد ورجالاتها المعارضين للسلطة،فثقل الأحداث التاريخية سببت لنا جراحا للتهميش والهشاشة،لم يعد معه الحاحي يعترف حتى بانتماءه الجغرافي،فهذا هو مبتغاهم،لكي يتم محو هذه الذاكرة المجيدة.
محمد أبيهي
لوكيوس أبوليوس، هو أمازيغي من مدينة مادور عاش بين سنتي 125-170 ميلادية، يعتبر أول روائي في تاريخ البشرية صاحب رواية الحمار الذهبي التي تدور أحداثها في إحدى عشر جزءا وتروي قصة لوكيوس الشاب الذي غادر موطنه وأراد أن يستخدم السحر ليصبح طائرا حرا لكنه أخطأ فأصبح حمارا...
وتعد هذه الرواية حسب مؤرخي الأدب أول رواية مكتوبة في تاريخ البشرية، وتحظى هذه الشخصية الأدبية بالإحترام والتقدير في كل أنحاءالعالم، لكن في وطنه الجزائر وحتى في مسقط رأسه( مادور)مداوروش ولاية سوق اهراس فإن الأغلبية لا تعرف ابن المنطقة الذي تخلده سجلات التاريخ.
الصورة: فسيفساء رومانية تجسد لوكيوس أبوليوس وحماره الذهبي
و للاسف لازال البعض يفتخر بشعراء الجاهلية و عندما يرى مثل هذه المعلومات يصبح إماماً أو شيخاً في الأزهر لكي يقولك لك لا يجوز أن تفتخر بكافر خسئت ويحك تب توبةً إلى الله فهذه فتنة و الفتنة أشد من القتل النفاق لا دين له!!!

كلمة إحاحان أصلها واشتقاقها

" كلمة إحاحان أصلها واشتقاقها "
إحاحان : اسم ينطق في عرف النسابين على قبيلة من قبائل مصمودة ، من جملة شعوب البربر البرانس ، وهو اسم قديم ضارب في اعماق التاريخ مند ما قبل الإسلام ، كما يطلق هدا الإسم ( حاحة ) على المجال الجغرافي الدي تستوطنه هده القبيلة من باب الإضافة فيقال : بلاد إحاحان. ثم حدفت ( بلاد ) للإختصار فأصبح إطلاق حاحة على الموطن يغني عن ذكر المضاف بذكر المضاف اليه.
وكلة " حاحة " هي معربة منحوتة من لفضة " ايحاحان " الأمازيغية ، مفردها " ايحيحي " ففي اللهجة الأمازيغية ( الشلحة ) يستعملون أيضا كلمة " ايحاحان " للدلالة على السكان وعلى موطنهم ايضا، من باب تسمية المحل باسم الحل فيه.
والنسب إليهم، يكون بصيغة المفرد المدكر، والمؤنث فيقال : ( ايحيحي ) للمدكر و ( تيحيحيت ) للمؤنث كما تكون النسبة بزيادة أداة النسب وهي : إما : ( گگ ) أو ( أولتت ) ، فيقال : ( گگ ايحاحان ) للمدكر و ( أولت ايحاحان ) للمؤنث وفي هده الحالة رفإن النسبة ليست إلى القوم، وإنما هي إلى الموطن بعد أن سمي باسم الحالين فيه.
والعرب يقولون في نسبة الجمع الى حاحة : ( أهل حاحة ) أو ( حاحيون ) . وفي نسبة الفرد ( حاحي أو حاحوي وقد يقولون " حيحي مراعاة للأصل الدي هو " إحيحي " .
أما عن أصل الكلمة وسبب إطلاقها على بطن من بطون المصامدة منذ ما قبل الإسلام فإنها تندرج ضمن أسماء القبائل والإعلام التي حاول كثير من الباحثين تعليلها وتحديد تاريخ تسميتها إلا أنهم قلما يفلحون، إدا لا يوجد هناك رأي نستطيع أن نطمئن إليه علميا في هدا المجال ، ومع ذلك سنورد بعض ما قيل في هدا الباب: : قال صاحب الشموس المنيرة في أخبار مدينة الصويرة نقلا عن كتاب ( قطف الزهور في التاريخ الدهور ) ما يلي : ( ولم أقف في كتب التاريخ على سبب تسميتهم بإحاحان والغالب أنه لفظ بربري لا وضع له من العربية : إذ لا يوجد في اللغة العربية اسم يتركب من حرفين متساويين، فليس عندنا ( قاقا ) أو ( فافا )وقس على ذاك.
نعم يستعمل في اللغة الجارية الأن بقبائل إحاحان عند ورود الغنم هدا اللفظ المطلق على القبيلة فيقال لها ( إحاحان ) لتبالغ في الورود ، فلذلك سميت القبيلة باسم بعض لغاتها. وهدا التعليل تؤيده بعض الروايات الشفوية الرائجة بين الحاحيين اليوم انطلاق من طبيعة أراضيهم البورية واعتمادهم على تربية المواشي والدواب التي تتطلب الورود يوميا فيكثرون من استعمال كلمة ( حاي حاي ) وهو تعليل ضعيف.
الأن ضروف إحاحيين البوم قد لا تكون مثل ظروف أجدادهم القدماء ، من حيث البيئة الطبيعية وظروف العيش.
ودهب الأستاذ أحمد توفيق في المعرض حديته عن قبيلة إحاحان بأحد هوامش كتاب التشوف إلى رجال التصوف الدي حققه أخيرا ، إلى أن ( الراجح أنهم تسمعو بذلك لنطقهم الخاء حاء ) . ومن المعلوم لدى الجميع ان القبائل التي تنطق الخاء حاء هي : اشتوكة وماسة وما جور مدينة تزنيت من القبائل السوسية. أما اهل إحاحان فإنهم يعتبرون دلك لحنا في لغتهم وينتدرون بمن ينطق في مجلسهم. ولذلك نرى ان هدا التعليل مردود استناد إلى الوقيع الدي نعيشه اليوم 

بقلم .#محمد_الزعيم " ماسينيسا "

فقهاء إحاحان , بيندو الحسن بن محمد التامري


( 1930 ---> 1982 )
بيندو الحسن بن الحاج محمد تامري إحاحان : فقيه ومقرئ ومدرسة، ولد عام 1930 / بقرية تاسيلا التي تكون مع قرية أفرا وتبندوت دوار أيت عمرو ومن دواوير قبيلة أيتامر بإحاحان الجنوبية الغربية. وبمسجدها وبمساجد القرى المجاورة لها ، تعلم الهجاء، وحفظ القرآن الكريم على طريقة بشئ من التفصيل وبنوع من الطرافة في مذكرات حياته.
ثم أخده أبوه الى زاوية المحصر التجانية بقبيلة انكنافن، والتي انشأها هناك قبيل الحماية الفرنسية واحد دعاة الطريقة التجانية بإحاحان وهو الشيخ محند بن سعيد المشهور بالتلضى وبها تلقى المتون العلمية الرائجة في المدارس البوادي والحواضر التقليدية على الشيخ الفقيه سيدي محمد بن براهيم أوبلا المكرادي السوسي ، وهدا شيخه الوحيد في العلوم ، لازمه نحو ثلاث عشرة سنة ، الي ان استقدمه بعض وجهات قبيلة ايداوسارن اثر استقلال المغرب ، لتعمير مدرسة ( سيدي بو البركات ) بالأقراء والتدريس ، فاستقر بها أزيد من ربع قرن وهو متفتح على مختلف علوم العصر الحديث فاستطاع أن يستوعبها بفضل ما أوتي من ذكاء وقاد وموهبة فذة، فجمع في دروسه بين العلوم القديمة بينما يستعمل السبورة في القاء الدروس والحديثة كالتاريخ والجغرافية والحساب والعلوم الطبيعية، فذاع صيته بين القبائل إحاحان ، وتقاطر عليه الطلبة من كل ناحية، فأخد يكونهم تكوينا سريعا يؤهلهم للالتحاق بمعاهد التعليم الأصيل اذا رغبو في ذلك ، كما يساعدهم ذلك التكوين على الاندماج في الحياة المعاصرة الجديدة فيزاولون مختلف الأعمال الحرة وبجدارة واستحقاق . وقد استمر جهاده منذ سنة 1956 الى ان توفي في ظروف غامضة سنة 1982 حيث وجد مشنوقا باحدى غرف المدرسة، وقد بلغ عدد الطلبة الأخدين عنه ثلاثمائة طالب ما بين متوسط ومتقدم .
#محمد_الزعيم " ماسينيسا "
تَامَزغَا أَيديُولُوجِيَّةُ حَقِيقَةٍ دِيمُوغرَافِيَّة،
نفي المنفي
تَامَزغَا أَيديُولُوجِيَّةُ حَقِيقَةٍ دِيمُوغرَافِيَّة،
وليست إِسترَاتِيجِيَّةً شُوفِينِيَّة Azzul ghefwin :
آزول غفون :
السلام عليكم :
Afgan ، awal ، akal ـ إنسان ، لغة ، تراب…
هذه هي ثلاثية وجود الإنسان في وطنه ، كينونته كفرد ، متجسدة في جسده ، ثقافته ، لسانه ، ولغة مكانه ، ولا بد من هذه الأبعاد من – وطن – يحتويها ، هنا أحاول أن أتحول من السرد الأسطوري الى الفكر الواقعي التأملي لمسألة – أفكار – الأوطان المجازية التي تعرض أمام عقل الجماعة في ليبيا – القطر – .
فكانت فكرة – الوطن العربي – الشوفينية التي تقصي كل أنواع التعدد العرقي ، اللغوي ، الترابي ، والثقافي في إطار هذا التجمع البشري ، بمشاريع وحدة – سياسية – تفرض كون الدولة الليبية ومن تحتويهم هم جزأ من هذا الوطن ، بغض النظر عن أبعاد تركيبتهم الحقيقية .
وانهار هذا الفكر رغم كونه لم يزل متمثلاً في أشلاء – مؤسسات – مثل جامعة الدول العربية وما تحتويه من مؤسسات رسخت في عقل الجماعة فكرة –الوطن العربي – الغير موجود أصل، فلقد ولد ميتاً ، بينما بقي موضوع دخول الإسلام إلى شمال إفريقيا غير معالج بالطريقة المرجوة ، وبالموضوعية العلمية المطلوبة.
هنا يأتي السؤال عن فكرة يتخذها من كانوا يؤمنون بالفكرة الطوباوية الأولى – فكرة الوطن العربي – ، اتخذوها – مطية – وحجة ، مثار اتهام للتشكيك في وطنية الناطقين بالأمازيغية في ليبيا – القطر – .
وهي فكرة الوطن الأمأزيغي – tamezgha – ، فهل هذا الوطن حسب ثوابت وجود الوطن ، يحوي داخله فكرة دولة وحدة سياسية للناطقين بالأمازيغية؟ أم أن فكرة tamezgha – – لا تتعدى كونها انتماءاً حقيقياً إذا صح القول، على خلاف الفكرة الإقصائية الأولى،؟ هل يحوي هذا الطرح فكرة وطن إقصائي للناطقين باللغة الأمازيغية فقط؟ أم أنّه – وهذا ما يسرده المنطق – ليست سوى – تعبيراً – مجازياً عن حقيقة هذا الوطن الترابية ، الثقافية ، والإنسانية ؟ .
عند البحث في مسألة لسان الوطن الليبي – awal – ، نجد أن اللغة الأمازيغية – الكلاسيكية – والشبه كلاسيكية ، تتمثل في أقلية لغوية تتراوح ما بين 7 – 12 % ، فكل دول شمال أفريقيا الأمازيغية العنصر اتخذت لنفسها أسماء عربية واستخدمت اللغة العربية في دواوينها وتعاملاتها ، ومن هذه الدول دولة بني الخطاب من قبيلة هوارة وعاصمتهم زويلة بفزان ، واستمروا يحكمون المنطقة من القرن العاشر إلى الثاني عشر الميلادي ومثلهم المرابطون والموحدون والمرينيون وسواهم كثير ، مما ينفي فكرة كون – tamezgha – بمفهومها الأنتروبولوجي هي فكرة تتمحور حول معتقد تكوين سياسي ، بينما في الجهة الأخرى نجد بما لا يضع مجالاً للشك أن التأثير الأمازيغي الذي أنتجه الإنسان الأمازيغي على هذه الأرض يبدوا جلياً في الموروث الثقافي المعاش بالإضافة الى تجليه عند النظر الى لغة التراب الليبي – Akal – ، بمعنى – طوبومونيا المكان الليبي – .
فلنحاول أن نقفز فوق نظرتنا لمسألة تعريفنا للوطن من كونها حركة رد فعل انفعالي ، الى نقلها لتصبح مذهباً فكرياً إذا صح القول ، ولنتحدث عن أول ركن من أركاننا الثلاث ، ألا وهو – Afgan – ، الإنسان – ، ويجب الإشارة الى أن ذكر القبائل الأمازيغية أمر صعب لأنها أكثر من أن تحصى .
يقول ابن خلدون في مقدمته ، ” وأما إفريقية كلها الى طرابلس فبسائط فيح كانت دياراً لنفزاوة وبني يفرن ونفوسة ” .
إن الصورة تتغير من حين للآخر ، وفي بعض الأحيان تتغير فجأة رأساً على عقب ، فمنذ بضع سنوات كانت نظرية انقراض النياتردال تبدو نظرية مؤكدة وضرورية لتفسير اختفائهم السريع ، لكن الدراسات البيولوجية التي أجريت على تركيبة خلية الإنسان الحالي ، أثبتت أن الناتردالية لم ينقرضوا ، بل استسلموا لجنس آخر ما لبث أن طواهم تحته حتى أصبحوا – إرثاً – في دمائه .
إن الاعتقاد بان جنساً بشرياً أباد جنساً بشرياً آخر بطريق القتال أو الهجرات أمر خاطئ ، فحتى اليوم لا يوجد دليل مادي على أن الإنسان الليبي أخلى مكانه لإنسان آخر ، أو أن الإنسانية – بمطلقها – تعرضت لصراع الأجناس ، فالصراع الجماعي يحتاج الى عمليات إبادة ، وهذا ما لم يحدث في شمال إفريقيا بالتأكيد . بعد حريق روما ، قام الرومان بتنفيذ تعداد لإحصاء سكان العالم – القديم – ، و استمر العمل فيه لما يزيد عن أربعين عاما ، ونتج عنه تعداد يقول بأن سكان العالم يبلغون المائة والخمسون مليوناً ، منهم ما يزيد عن السبع ملايين في – برقة – ، وما يزيد عن الستة ملايين في الجانب الغربي من شمال إفريقيا .
تؤكد الكتابات التاريخية الأوربية أمثال كتابات ستاتيوس Statius القرن الأول الميلادي، وأبوليوس Apuleius القرن الثاني الميلادي، وأولبيان Ulpian القرن الثالث الميلادي، وجيرومJerome توفي في القرن الخامس الميلادي، وبروكوبيوس Procopius توفي في القرن السادس الميلادي، والقديس الأمازيغي أوغسطين توفي في القرن الخامس الميلادي، وكاتب كتاب تأريخ الأباطرة الرومان Historia Augusta القرن الثالث الميلادي، وسالوست Sallust القرن الأول قبل الميلاد وترتيليان Turtilian القرن الثاني الميلادي، أصل سكان شمال أفريقيا وفي أضعف الأقوال قرابتهم السلالية منهم ، وهجرتهم من فلسطين – كما يؤكد ابن خلدون – ، إلى منطقة شمال أفريقيا ، لكن بعيداً عن مسألة – الأصول – المعتادة ، حيث أرجح أنا – شخصياً – فكرة الأصل وعدم الوفود ، كون القبائل الأمازيغية هي قبائل أصيلة غير وافدة من أي بقعة جغرافية أخرى ، إلا أن ما همنا هو تركيبة ووجود هذه القبائل الأمازيغية من عدمهما في المقام الأول والأخير .
بعد انتهاء حكم البطالسة لمصر وامتلاك الدولة الرومانية زمام الأمر في – برقة – ، حدث ما عرف باسم – ثورة اليهود – في القدس سنة 66 م ، وتطور هذا حيث كانت نتيجة تبعاته وصول أثر هذه الثورة الى – برقة – بعد سقوط القدس في 70 م ، و أخمدت الثورة الأولى حينها .
ونشبت في سنة 115 م ثورة اليهود الكبرى التي بدأت في – قورينا – بزعامة لوقا حيث استباحوا قورينا وما جاورها وقتلوا ما يزيد عن 250000 من السكان حينها – كما يقول مؤرخون العصر الحديث – ، من إغريق ورومان ، رغم كون الرقم قد ورد فقط 20000 في سجلات – ديو كاسيوي – ، في موجة تخريب عمت كل معابد ومبان وأشكال البنيان العمراني الروماني بصور تدمير لم تزل حية حتى اليوم .
وانتهت الثورة في 118 م ، بقيادة القائد الروماني ماركوس توريو ، لكن ما حدث بعد هذه الثورة هو تغيير في التركيبة الديموغرافية لبرقة حيث تؤكد الأدلة التاريخية على أن القاطنين في برقة إبان وصول المد – الإسلامي- الى المنطقة هم قبائل لواتة – الأمازيغية ، ففي كتاب فتوح البلدان للبلاذري : قال الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي الحبيب ، أن عمرو بن العاص كتب شرطة على أهل لواتة من البربر من أهل برقة : أن لكم أن تبيعوا أبنائكم ونسائكم فيما عليكم من الجزية !! ! ، وبقي النفوذ في برقة لقبيلة لواتة حتى دخول قبائل بني سليم وبني هلال بدايةًًًًًًًًًً من عام 443 هـ “1051 م ” وقد استقر من قبائل بني هلال وبني سليم ببرقة بنو هيب وأحلافهم ، ومن أبناء لواتة كان القائد الإسلامي هلال ابن ثروان اللواتي ، و- أبو إسحاق – العالم ، اللغوي ، والأديب الأمازيغي ، صاحب كتاب “كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ ” ، – كتاب بحث لغوي عن اللغة العربية – !! ! .
عن مدينة ليبية أخرى وهي مدينة مسلاته ” منطقة تقع شرق مدينة طرابلس بمسافة 125 كم ” ، وينتمي سكان مدينة مسلاته الأصليون إلى قبيلة لواتة الليبية الأمازيغية المشهورة ولكنهم حالياً كلهم يتكلمون العربية لاستعرابهم بعد الفتح الإسلامي ، وليس فيها من يتكلم الأمازيغية كما هو الحال في العديد من المدن الليبية الأخرى.
نسبة كبيرة من السكان الموجودين الآن ليسوا من السكان الأصليين – قبيلة لواتة – فقد هاجروا من مدن أخرى مثل الشعافيين الذين ينزحون من قبائل بنى وليد و الفاتير الذين ينزحون من زليطن – الأمازيغ أيضاً كما سيرد لاحقاً – .
عن مدن غريان ” منطقة جبلية تقع جنوب غرب مدينة طرابلس بمسافة 94 كم ” وترهونة ” منطقة تقع جنوب شرق طرابلس بمسافة 85 كم ” وجزء من مسلاتة وورفلة ” منطقة تقع في جنوب شرق مدينة طرابلس بمسافة 170 كم ” ، نجد قبيلة أمازيغية أخرى هي قبيلة هوارة من أكبر قبائل شمال إفريقيا التي استقر أكبر عدد من أبنائها في مدينة – صبراتة – ، التي أخذت اسمها من هوار بن أوريغ بن برنس الذي غلب اسمه على أسماء اخوته ملد ومغر وقلدن فسموا جميعا بهوارة .
وتنقسم هوارة إلى عدة بطون، فإلى هوار بن أوريغ تنتمي بطون كهلان وغريان و مسلاتة ومجريس وورغة وزكاوة وونيفن، وإلى مغر تنتمي بطون ماوس وزمور وكياد وسراى وورجين ومنداسة وكركودة، وإلى قلدن تنتمي بطون قمصانة ورصطيف و بيانة، وإلى بطون ملد تنتمي بطون مليلة ووسطط وورفل ومسراتة وأسيل، ومن البطون المنتمية أيضا إلى هوارة، ترهونة وهراغة وشتاتة وانداوة وهنزونة و أوطيطة وصنبرة .
خلال القرن التاسع إفرنجي امتدت ديار هوارة في إقليم طرابلس ما بين تاورغاء و مدينة طرابلس، وحملت عدد من المناطق في الإقليم أسماء بطونها مثل مسراتة و ورفلة وغريان ومسلاتة وترهونة ، وقد شاركت قبائل هوارة مشاركة فعالة في الثورات التي قامت في أواخر حكم الدولة الأموية في عام 131 هـ ” 748 م ” ، واستمرت خلال الدولتين العباسية والأغلبية حتى قيام الدولة العبيدية .
أما قبائل ورفلة ، فكما يرد في كتاب سكان ليبيا لأنريكو ؤوغوستين ” تنتمي قبائل ورفلة الى أمازيغ هوارة جذم البرانس ، حيث توجد دلائل مثل انعدام القرابة بين قبائل ورفلة وبقية القبائل المجاورة يدفعنا الى الإعتقدا الى أن الدم العربي نضئيل إذا لم يكن منعدماً ” ، ومن هذه القبائل أولاد ساسي ، والمناسلة و العمائتة والسعدات وقبائل ورفلة الوسطيين ، فالقبيلة العربية الوحيدوهي قبيلة الصيعان الفوقيين ، أما الصيعان الوطيين فهم أمازيغ من قبيلة السعدات . وذكر ابن خلدون أن قبائل ونيفن وقيصرون ونصورة من هوارة تقيم بين مدينتي تبسة وباجة ، وتقيم في غرب الجزائر قبائل من هوارة من بينها قبيلة مسراتة التي يقيم جزء منها بإقليم طرابلس ، ومنهم من استقر في فزان ” منطقة واسعة تضم جنوب غرب ليبيا الآن، ومركزها مدينة سبها التي تبعد جنوب مدينة طرابلس بمسافة 970 كم، ومن مدن فزان اليوم مرزق وغات وأوباري وبراك ” ، وكانت لهم دولة عاصمتها زويلة حكمها بني الخطاب منهم، واستمروا في حكمها حتى عام ﻫ 806 .
وقد هاجر جزء من هوارة إلى برقه وأقاموا بها، ثم هاجروا منها إلى مصر، وكانوا في القرن الثالث عشر إفرنجي ينتقلون بين مرسى الكنائس والبحيرة ، ثم نزحوا في سنة 1380 م من البحيرة إلى الصعيد بعد نزاع نشب بينهم وبين زنارة واستقروا بجرجا وما حولها” محافظة سوهاج الآن ” ، ثم انتشروا في معظم الوجه القبلي ما بين قوص” محافظة قنا الآن ” ، إلى غربي الأعمال البهنساوية ” محافظة المنيا الآن ” ، وذكر القلقشندي في نهاية الأرب أربعة وثلاثين بطنا من هوارة بالصعيد وهم ” بنو محمد وأولاد مأمن وبندار والعرايا والشللة وأشحوم وأولاد مؤمنين و الروابع والروكة والبردكية والبهاليل والأصابغة والدناجلة والمواسية و البلازد والصوامع والسدادرة والزيانية والخيافشة والطردة والأهلة وأزليتن وأسلين وبنو قمير والنية والتبابعة والغنائم وفزارة والعبابدة وساورة و غلبان وحديد والسبعة والإمرة فيهم لأولاد عمرو وفي الأعمال البهنساوية وما معها لأولد غريب” .
فالهجرات الليبية للقبائل الأمازيغية الى مصر قديمة قدم التاريخ ، فتحت وطأة الجفاف بدأت القبائل الليبية تزحف شرقاً منذ الألف الرابع قبل الميلاد ، حيث بادرت قبيلة التحنو الى الهجرة نحو وادي النيل في هجرات تضم عشرات الألوف من رجال القبائل الذين خرجوا مع أبنائهم وزوجاتهم هرباً من الجفاف نحو مصادر المياه الدائمة في نهر النيل .
حيث تمكن سيتي الأول من صدهم وترك ورائه نقوشاً على معبد الكرنك تروي قدرة الفرعون الخارقة على صد هؤلاء المهاجرين ، حيث أنشأ سلسلة من الحصون والقلاع امتدت لمسافة 341 كيلومتراً بين راقوه وأم الخم ، لم توقف مد الهجرات الليبية نحو وادي النيل ، بعدها قام رمسيس التاني بهجمات مضادة ضد هؤلاء المهاجرين، حيث يظهر في معبد أبي سمبل تمثال لرمسيس واقفا فوق جسد رجل من التمحو ويطعن آخر بحربة، بعدها كان تحالف زعيم قبيلة الليبو مريي بن دد مع مجموعات من شعوب البحر الذي كانت نتائجه تغيير في جزء من التركيبة الديومغرافية لمصر ذاتها .
فبعدها في عهد رمسيس الثالث عثر على بردية هاريس كتب فيها – إن الليبو و المشواش يحتلون مصر ، وقد نهبوا من مدن الشاطئ الأيمن من منف حتى كربن وبلغوا ضفة النهر العظيم ، تأملوا ، لقد أهلكتهم وأخضعت المشواش والليبو والأسبت و الكيكش والشاي والهس والبقن – ، وفي نهاية عصر الأسرة الفرعونية الواحدة و العشرين كانت القبائل الليبية قد اخترقت تحصينات الدولة واستوطنت الدلتا خاصة المشواش ، فكان شيشنق الفرعون الليبي – الأمازيغي – الذي حكم مصر وطهرها من الإدارة الكهنوتية الفاسدة .
فمن هوارة من استقر بعد ذلك بالقاهرة والوجه البحري، كما يوجد اليوم عائلات تحمل لقب الهواري ببلاد الشام، يمكن القول أنها قدمت من مصر ومن بلاد شمال إفريقيا ، وقد تكون هي ذاتها القبائل التي ينسب أصل الأمازيغ إليها في – اليمن – لأسباب المنطوقات الفونولوجية لبعض قليل من قبائل اليمن ، حيث لا يمكن أن نلغي فكرة وجود قبائل أمازيغية هاجرت من شمال إفريقيا أو مصر الى اليمن -رغم كون مسألة المقارنة اللغوية – لم تحدث بين هذه اللهجات واللغة الأمازيغية . أما مدن الخمس ولبدة ومنطقة ساحل الأحامد فهي موطن يقطنه أبناء قبيلة – كتامة – ، في حين أن سكان النواح الأربع وجنزور وورشفّانة هم أبناء قبيلة – زناتة – الأمازيغية ، في حين كانت قبيلة صنهاجة – تقيم غرب طرابلس ومعظمها في زوارة والجبل الغربي، وجنوباً في مزدة وسيناون ووادي الشاطئ والقطرون ، وعُرفت بسيادتها في الشمال الأفريقي وخرجت منها سلالات حاكمة مثل الزيريين والحماديين والمرابطون ، وكان ابنها الإمام “شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري” رائد شعراء مدح الرسول الكريم ، أشهر ما كتبه كان قصيدة الهمزية الشهيرة التي يقول في مطلعها :
كيف ترقـى رُقيَّك الأنبيـاءُ
يا سماء ما طاولتها سمـاءُ؟
لم يساووك في عُلاك وقد حـال
سنى منك دونهم وسناءُ
‏عند النظر الى خريطة – ليبيا – وتوزيعه القبائل الليبية – الأمازيغية – أبان الفتح الإسلامي- الذي تؤكد كل المصادر التاريخية أن ليبيا بأسرها – ابتداء من برقة وصولاً الى طرابلس – قبل الفتنة ، قد حررت بناء على – معاهدات – بين عمرو بن العاص والقبائل الليبية !! ! ، يقول ابن أبي الحكم في أحد مراجعه ، يقول أيوب الحضرمي ” عن أبيه قال : سمعت عمرو بن العاص على المنبر يقول : لأهل أنطابلس عهد يوفى لهم به ” ، يقول عبد الله بن عمرو واصفاً حالة الوآم التي كانت تسود شمال إفريقيا بين القبائل الأمازيغية وسلطة الخلافة قبيل هجرة قبائل بني هلال وبني سليم الى شمال إفريقيا ” لولا مالي بالحجاز لنزلت برقة ، فما أعلم منزلا أسلم ولا أعزل منها ، على خلاف ما حدث عند تولي – عقبة بن نافع الفهري – أمور الفتح خليفة للفاتح مهاجر ابن دينار – الفارسي – والتي شابها التلويث والتشويه بفكرة التقتيل والسيطرة والتدمير التي أتى بها عقبة خلافاً لسياسة ابن دينار ، فنجد أن هذه تقسم كما يرد في كتاب سكان ليبيا لأنريكو ؤغوستين ، هذا الكتاب الذي يمثل بشهادة الكاتب الليبي خليفة محمد التليسي ، يمثل قيمة تاريخية ، يمك ن أن تنطلق منه دراسات اجتماعية أنتروبولوجية هامة ، حيث يشكل قاعدة هامة عند الحديث عن التركيبة الإثنية لليبيا ، حيث ترد القبائل الليبية في موسوعة – تاريخنا – كما يلي :
قبائل زناتة : تقيم ناحية سهل الجفارة ومجموعات في غرب يفرن – يفرن وزوارة و العجيلات – .
قبائل لواتة : تقيم ناحية برقة ” وهم عبارة عن مرابطون برقة اللذين إختلطوا بالدفعات العربية الأولى من الهجرة ” ، ولا توجد أي قبائل عربية في برقة باستثناء مجموعتي الحرابة والمساعيد ، وهي أيضاً خليط بأمازيغ لواتة وهوارة .
قبائل كتامة : تقيم ناحية الخمس ولبدة وأكبر قبائلها زواوة في مصراتة و بوقرين .
قبائل زواتة : في منطقة ودان وزلة وما جاورها .
فبائل هوارة : من طرابلس وصولاً الى فزان مروراً بترهونة ، تاورغاء ، وورفلة ، ومصراتة – مزمورة – ، غريان ومسلاتة .
قبائل لمطة والأستوريون : ناحية زلة .
قبائل صنهاحة : أولاد أبوسيف النازحون من المغرب حديثاً – منذ ما يقارب قرنين من الزمان – ، وجدهم هو عبد المولى الصنهاجي دفين منطقة – ككلة – في جبل نفوسة ، وله زاوية شهيرة مسماة على اسمه ، والمرابطون في ورفلة ” الطبول ، و الفطمان وأولاد أبو راس ، والزبيدات ، والمغاربة والصرارة ” يمثلون زوية الصوفية في ورفلة ” .
قبائل مزاتة : تقيم ناحية سرت .
أما عن الهجرات العربية الى ليبيا ، أبان حكم الدولة الفاطمية ، فإن الحاكم الفاطمي الذي أطلق سهم القبائل المهاجرة الى شمال إفريقيا – بني هلال – و– بني سليم – بما يقارب 150،000 نسمة – فقط – في القرنين السابع والثامن ، فإن هدفه كان استرداد المنطقة من خصومه – الصنهاجيين – الذين عزلوه عن الخلافة ، في هجرة تسببت في خراب لم تتسبب به حرب الخمس مئة عام ، ففي كتاب تاريخ ليبيا الإسلامي يرد ” إذا تذكرنا ؤلائك البدو الشرسين الذين سبق لهم أن مارسوا ما ورثوه في دمائهم عن الجاهلية العربية من حب الغزو والسبي أثناء وجودهم في الحجاز ، و أثناء وجودهم في صعيد مصر الى الشرق من النيل ، استطعنا أن نتصور مدى ما ألحقوه بليبيا وافريقية من خراب لم تشهد له المنطقة مثلاً لا من قبل ولا من بعد ، و هو خراب كان وبالا على الزراعة والموارد المائية والأبنية والمنشآت في الدرجة الأولى ، وامن وثقافة في الدرجة الثانية “.
حيث وصف ابن خلدون العلامة ما لحق برقة من خراب على يدي هؤلاء الأعراب المهاجرين وقال ” وتمرست بمدائنها بادية العرب وناجعتهم فتحيفوها غارة و نهباً ، الى أن فسدت فيها مذاهب المعاش والعمران فخربت ” ، ويضيف في بند آخر قائلاً ” وجميع بطون هيب هذه استولت على إقليم طويل خربوا منه ولم يبق فيه مملكة ولا ولاية إلا لأشياخهم ،وكانت الأمصار المستبحرة مثل لبدة وزويلة و برقة وقصر حسان وأمثالها فعادت يباباً ومفاوز كأن لم تكن ” !! ! .
إن تحويل ليبيا الى أمارة مشرقية ، بتدنيس المقدس وتقديس المدنس ، بتزوير كل التعاريف السكانية الحقيقية للوطن الليبي بتعريبها ، ليس سوى مطالبة لنا بقبول اللا معقول.
آر توفات
Ar tufat
ؤسيغ سـ غادس د ؤغيغ يايط
Usigh s ghades d ughigh yaytv